وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق "عيران عتصيون"، اوضح في مقابلة مع صحيفة (هآرتس) العبريّة، حول الاتفاق النوويّ الذي تمّ التوقيع عليه مع إيران، قائلاً: "إنّ انسحاب الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بشكلٍ قاسٍ وصارمٍ من شأنه أنْ يؤدّي إلى اقتراب إيران أكثر من القنبلة النوويّة (حسب زعمه)، ومن الناحية الأخرى قد يُورّط المنطقة في حربٍ، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ التهديد المفصليّ والقريب لا يتواجد في إيران، إنمّا في سوريا".
واضاف ان المكان الأكثر قابليّةً للانفجار، أيْ اندلاع الحرب، هو سوريا، معتبراً ان الاحتلال الإسرائيلي يعيش اليوم نوعًا من الحرب ولكنّها مشتعلةً على نارٍ هادئةٍ، ولولا تواجد الروس بيننا وبينهم لكانت الحرب قد اندلعت سابقًا.
وشدّدّ عتصيون على أنّ اخراج إيران من سوريا، ليس قابلاً للتحقيق من قبل الكيان الصهيوني، والإصرار على تحقيقه من قبل الاحتلال الإسرائيليّ قد يؤدّي إلى اشتعال حربٍ في منطقةٍ غير مستقرّةٍ، والتي ستُشارك فيها إيران، وحزب الله اللبنانيّ، كما أنّ تركيّا تلعب بالنار، وفق أقواله.
وأردف قائلاً: "الحلّ النهائيّ للأزمة السوريّة سيُحدّدّه الروس فقط، الذي يتفاخرون بأنّهم اللاعب الأكثر تأثيرًا في المنطقة، والذين يجرون اتصالات مع الجميع، ولكنّهم يقولون لإسرائيل شيئًا، فيما يقولون لإيران أمرًا آخر، مُوضحًا أنّ الأمر الوحيد المُستقّر هو أنّ أمريكا ستسحب قوّاتها من سوريا، ومُضيفًا أنّه في سوريا يحدث أمرًا دراماتيكيًا، ذلك أنّه للمرّة الأولى في التاريخ تتواجد إيران والكيان الصهيوني من الناحية العسكريّة بمُواجهةٍ مُباشرةٍ، وبالتالي يوجد احتمال كبير لأنّ يتردّى الوضع أكثر بينهما لحربٍ مفتوحةٍ، والتي من شأنها أنْ تكون حربًا بأشكالٍ متنوعةٍ.
وأوضح حتى الآن لم نشهد حربًا حقيقيّةً بين الكيان الصهيوني حزب الله، و"لكننّي لا أريد أنْ أتخيّل حربًا مُباشرةً بين إسرائيل وإيران، مع أننّي وخلال فترة عملي الطويلة في مجلس الأمن القوميّ اضطّرت إلى تخيّل هذه الحرب"، مُضيفًا أنّ "فرضية العمل لحربٍ بين الاحتلال الاسرائيلي والجمهوريّة الإسلاميّة يُمكن أنْ تكون على شاكلة الحرب الإيرانيّة- العراقيّة، التي استمرّت 8 أعوام وجبت أرواح أكثر من مليون قتيلٍ"، على حدّ تعبيره.
وتطرّق عتصيون إلى الاتفاق النوويّ مع إيران وقال إنّه ليس سيئًا، لافتًا إلى أنّ نتنياهو وصفه بالاتفاق السيء، وخاض حربًا من أجل الحصول على عناوين في وسائل الإعلام، تحت عنوان "مُفضّل عدم وجود اتفاق، على اتفاقٍ سيء"، وتابع: "لكن الاتفاق جيّد"، مُشدّدًا على أنّ "التوصّل لاتفاقٍ مع إيران تتنازل بموجبه عن جميع قدراتها النوويّة ليس موجودًا في القاموس".
ورأى عتصيون أنّ الكيان الصهيوني، ليس أقوى من إيران في المجال العسكريّ، لافتًا إلى أنّ مساحة إيران الجغرافيّة تمنحها تفوقًا على إسرائيل الصغيرة مقارنةً معها، ومُضيفًا أنّ السياسة التي انتهجها حكّام الاحتلال الإسرائيل في السابق كانت تتمحور حول الابتعاد عن مُواجهةٍ مُباشرةٍ مع إيران، وأنا أرى أنّه من الرزانة والذكاء مُواصلة هذه السياسة وعدم خوض حربٍ مع إيران./انتهى/
تعليقك